Quantcast
Channel: الإسلام السياسي –тнє ѕυℓтαη'ѕ ѕєαℓ
Viewing all articles
Browse latest Browse all 27

الهوية الجامعة بتاعت النوايا الحسنة

0
0
wpid-img_4912-2013-07-27-03-13.jpg
من المفارقات المربكة فعلاً – ومن الحاجات اللي علّمت الواحد إنه يكون متواضع ومتمهل في محاولة فهم الأوضاع السياسية بعيداً عن الافتراضات الثقافية والأخلاقية – إنه لما حصلت أحداث ماسبيرو، وتبعاً للتصور الموروث عن اضطلاع الغرب بـ”حماية حقوق الأقليات”، كان المتوقع إن الغرب ده حيهب لنصرة الأقباط (والفكرة دي كانت متسلطة لدرجة إنه الواحد اتهيأ له إن المجلس العسكري كده بيغامر باستجلاب قوى غربية) لكن في الواقع طبعاً ما حصلش أي ردة فعل خالص بل على العكس حصل تجديد لمبايعة المجلس العسكري كوسيط التحول الديمقراطي المخلص مع إن المجلس العسكري وقتها كان بيمارس حكم عسكري مباشر وغاشم فعلاً… بينما لما حصلت أحداث الحرس الجمهوري، وخلاف التصور التقليدي برضه عن عداء الغرب للإسلام السياسي أو قلقه منه، الدنيا قامت على انتهاكات حقوق المدنيين واغتيال الديمقراطية بالانقلاب العسكري وما إليه، مع إنه المجلس العسكري دلوقتي بيتحرك بغطاء شعبي حقيقي ومن خلال المحكمة الدستورية. ولسه لحد النهارده بيتقال إنه ما ينفعش إقصاء الإخوان والسلفيين وإنه ما يصحش يكون فيه اعتقالات سياسية وإن القيادات المقبوض عليها لازم يفرج عنها إلى آخره.
وده إذا كان بيقول أي حاجة واضحة – مع الوضع في الاعتبار الدور اللي لعبه الغرب في سوريا ونوع الديمقراطية اللي أسسها قبل كده في العراق – فهو بيقول إن التحول الديمقراطي في العالم العربي بالنسبة للغرب معناه الديكتاتورية الطائفية، وإن انحياز الغرب النهائي مش للديمقراطية كما تمارس في بلاده على أساس علماني واضح وبغطاء عسكري واضح برضه وبمنع الولاءات الدينية من التأثير على أي معادلة سياسية… إنما انحياز الغرب هو لشكل من أشكال الطائفية (الإسلامية طبعاً) في العالم العربي.
برضه أكيد مش من الحكمة التسرع في تصور إن ده بيحصل بشكل واعي أو منظم ولا إنه جزء من مؤامرة على غرار “الشرق الأوسط الجديد” وما إليه… المثير في المسألة هو إن الإسلام السياسي أصبح هو الترجمة المطروحة بجدية لمبادئ المنظومة العالمية للحقوق والحريات لما تيجي تطبقها عندنا. وإزاي شكل من أشكال الفاشية الثيوقراطية يبقى في نظر النظام العالمي هو الترجمة السياسية الوحيدة الممكنة في الدول العربية للمبادئ الديمقراطية النيوليبرالية اللي النظام ده ماشي عليها مع إن الإسلام السياسي بيناقضها ثقاقياً وأخلاقياً في كل شيء بلا استثناء.
wpid-img_4935-2013-07-27-03-13.jpg
فيه سببين على الأقل لرفض الكلام عن أرباب الإسلام السياسي و”شباب الإخوان” بالتحديد باعتبارهم أبناء ضالين أو مضللين وضروري إعادتهم لحظيرة الهوية الجامعة – الإسلامية برضه – من خلال جهود تصالحية تستثني القيادات رؤوس الأفاعي لكن ما تستثنيش “أبناءنا” اللي القيادات دول بيستغلوهم، أو من خلال وفاق وطني ما فيهوش “إقصاء لأي طرف” إلا طبعاً الطرف العلماني اللي ما لوش صوت أصلاً لإنه هو نفسه لحد دلوقتي خايف يقول إنه علماني وبالتالي مضطر يزايد على الإسلاميين في عقيدتهم ويوائم تصوراته على حدود تفكيرهم، ولما ييجي يدافع عن حقوق الإنسان ضد إجراءات قمعية ما يلاقيش حد يدافع عنه غير الإسلاميين برضه…
السبب الأول هو إن الإسلامي زيه زي أي مواطن مش مفترض إنه محتاج وصاية. يعني إذا المجتمع اعتبر الإسلاميين مجرمين – وأنا أتصور إنهم مجرمين فعلاً، ومش بس لما بيرفعوا سلاح يعني، ومش بس قياداتهم برضه – فيبقى واجب الدولة إنها تتدخل لعزلهم عن المجتمع مش لدمجهم فيه. أما كونك تعفيهم من مسئولية اللي هما اختاروه بكامل إرادتهم فده مش بس بيهين إنسانيتهم بمنطق شوفيني استعماري إنما كمان بيعرضك لإجرامهم مرة تانية وتالتة من غير أفق لحل، بالذات وإن اللي مش قيادات دلوقتي ممكن يبقوا قيادات بعدين.
السبب التاني إنه الهوية الجامعة بتاعت النوايا الحسنة دي لما بتساوي بين ولاءات وتوجهات الإسلاميين وغيرهم فتعتبر إن الكل “شباب متحمس” أحق بالحياة من أفراد الأمن اللي ممكن يكون بيتعدى عليهم مثلاً فهي بتبدي السبوبة الحقوقية على مفاهيم أكثر جذرية بكتير زي ضرورة احتكار الدولة للعنف والوضع السيادي للجيش في أي دولة مهما كانت “مدنية”، بالظبط زي ما “شرعية” الإخوان بتبدي الإجراء على المبادئ فيما يخص الديمقراطية، فتنسى الحقوق والحريات (بما فيها حرية العقيدة طبعاً) وتنسى ضرورة التداول الحقيقي والمستدام للسلطة.
فكرة الاحتواء الوطني غير الإقصائي دي هي اللي بتخلي الإسلاميين أداة قمع غير معلنة في إيد أي سلطة فاسدة داخل حالة الوفاق الإسلامي “الوسطي” الحاصلة بعد كده. فيبقى فيه “مراجعات فكرية” مؤقتة مع إدانة لتصرفات بعينها مش لحالة عقائدية أدت وحتأدي للتصرفات دي لكن كمان ليها تأثيرات دائمة أخطر بكتير أولها إنه المجتمع يبقى جاهز لسيطرة الإسلاميين كأوصياء بغض النظر عن محتوى سياساتهم. واختزال مشكلة الإسلام السياسي في إن قياداته أشرار انحرفوا عن الطريق “الدعوي” البريء كمان بيسمح بالخلط بين غايات متناقضة مع المنظومة الإسلامية زي العدالة والحرية والديمقراطية بمعانيها المعاصرة وبين وسائل زي النضال والمعارضة والصندوق ممكن كلها تستخدم لتسييد الإسلام السياسي على حساب كل حاجة تانية.

الصورتان ليوسف رخا



Viewing all articles
Browse latest Browse all 27

Latest Images

Trending Articles





Latest Images